أيتها الروح ..
لماذا ترتدين ملامح اشباح الحزن
في جوف زوايا الانين ..لاتدرين
ما تريدين ......
تبتهلين للرحمن بكاء بائس حزين
ترتدين ثوباً مجهول الرحيق
وكقديس يهرب من زيف المعبد تنهزمين ...
تجسلين والاستفهام بملامح اشبه بحزن
البنفسج عندما تتجاهله هدايا العاشقين..
بوجه حزين تنثرين ملح الوجع فوق
زيف السنين... أوا تبكين
على نفوس رغم بزوغ الشمس في
ظلام الروح تائهين ...متى تفقهين
اننا لسنا في زمن الاولين...
وان أمتصاص الاطلال درب المجانين
أوا تبكين كفى دموعاً أرهقتي جدران الشرايين
تبكين ...هل كان جدوى ذات يوم
من بكاء الضريح على الميتين ...
أيتها الروح.. اصمتي وبالخشوع
قدمي للسجود قرابين ... أتفقهين
أم انك كغيرك الايمان تدعين...
أعرف انك ما عُدت تحتملين ..تشتعلين
بعذابِ ولا تدركين ان من عذبوكي فوق
الضمير يغفون كغفوة الذنب في وسوسة الشياطين...
ماذا تنتظرين في زمن عاق بالصادقين
في زمن فيه رسم الرسل فن وحرية تعبير ..
ونحن من عطش الصمت نشرب كشرب الثمالة
في حانة المترددين ...
رحل الرسل ... رحل الضمير ... رحل الجميع
ماذا تنتظرين ألم أقل انه ليس زمن الاولين ..
فأختاري أي شرع تتبعين ..والكل في عين
اليقين يقين ...أعن الحب تبحثين في سماء
المنافقين ...أي جُرم تفعلين ...البراءة تقتلين
فالبشر ككذبة رقص الثعابين بهدوء يقتلون
يتلونون كالحرباء فوق جدران البساتين
أي جرم تفعلين ...انتهى زمن الاولين
تركضين خلف شعاع من شهاب تظنينه السبيل
ولا تدركين ان فيه الهلاك المبين ..
فلماذا في البحث تشقين ..أليس لك ربُ يهدين
أنهضي أيتها الروح من سبات العاقرين
وتوضئي وضوء الزاهدين..
وأبتهلي لربك عسى يبدل الحنظل
بطوق ياسمين ... متى ترحلين
تعودين وفوق فطرة الماء والطين
تنقشين ...ألا ليت يعود زمن الاولين
نحيا كالغرباء فيه لكننا في عمق الروح
قانعين ...فلهم دينهم ولنا دين