ENG aDmin
عدد المساهمات : 877
| موضوع: دكتور إنترنت.. الحقني!! الأربعاء نوفمبر 25, 2009 11:03 am | |
| اليوم وعبر الإنترنت يمكن لأي مواطن تصفح مكتبات الجامعات الكبرى والاطلاع على بحوثها ودراساتها، وعبر الإنترنت انتشرت صيدليات بيع الفياجرا والفيتامينات والمواد والأجهزة الطبية، فهل سيأتي يوم يصبح الإنترنت طبيبا معالجا؟ هل سيأتي يوم نرى مواطنا وقد خلع ملابسه وقام بالوقوف أمام كاميرا الإنترنت ليقول لصفحة ما أو موقع صحي ما في مكان ما على المعمورة: دكتور.. إنترنت الحقني يا نت الحقني.. المغص جوه بطني". الإنترنت طبيب العائلة كشفت دراسة أمريكية صدرت مؤخرًا عن مدى تغلغل الإنترنت في حياة الأمريكيين ودخوله حتى في خصوصياتهم الصحية، حتى إن البعض أصبح يستريح عند البوح بأسراره للمواقع الصحية بعد أن فقد اهتمام الطبيب المعالج لسبب أو لآخر. ففي الدراسة التي أجرتها شركة تعرف باسم "بيو إنترنت - مشروع الحياة الأمريكي" Pew internet American Life Project على عينات من مستخدمي الإنترنت، ونشرت في شهر يناير من العام الحالي، قد تبين أن 55 % ( أي 52 مليون متصفح ) من إجمالي مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية يتصفحون مواقع صحية بحثًا عن معلومات وبيانات تتعلق بالصحة والمرض، وقد أطلقت الدراسة على هؤلاء اسم "الباحثين عن الصحة" Health seekers ، وهذا يعنى أن نصف متصفحي الإنترنت باتوا أقرب للتعامل مع الإنترنت كمرجعية هامة للصحة والطب والعلاج. كيف أجريت الدراسة بنيت هذه الدراسة على عدة دراسات مسحية أجريت على عينات من الأمريكيين:
- الأولى على عينة 12751 في الفئة العمرية من 18 عامًا فما فوق، من بينهم 6413 من مستخدمي الإنترنت، وذلك في الفترة من مارس إلى أغسطس عام 2000.
- الثانية على عينة 2109، من بينهم 1101 من مستخدمي الإنترنت.
- مسح خاص أجري على 521 مستخدم إنترنت
لماذا يلجأ الناس إلى الإنترنت يوجد ما يقرب من 120 مليون مستخدم إنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية، يلجأ أكثر من نصفهم إلى الصفحات والمواقع الصحية والطبية والتي تصل إلى 17000 موقع. ونظرا للضوابط والقواعد الصارمة التي تحكم عمل التأمين الصحي والمراجعة الطبية لدى الطبيب العام أو طبيب العائلة، والتي لا تسمح بأكثر من 15 دقيقة للمريض الواحد ليشرح لطبيبه مشكلاته الصحية، ويستفيض في المناقشة معه، فقد لجأ الأمريكيون إلى الإنترنت. ولكن لماذا الإنترنت، دون المراجع العلمية الأخرى التي توفر معلومات وبيانات صحية وطبية، مثل: المجلات والدوريات الصحية أو البرامج التلفزيونية والإذاعية؟! توضح الدراسة أن ذلك يعود إلى مميزات الإنترنت، وهي:
- وسيلة متاحة ليلاً ونهارًا، يمكن الدخول إليه من أي موقع به إنترنت، ولا يشترط له مكان معين مثل الكتب والدوريات التي يضطر المرء إلى الذهاب إليها في أوقات محددة، وقد يجد بغيته أو لا يجدها.
- عبر الإنترنت لا يضطر المرء للكشف عن هويته، ويمكن للمتصفح أن يظل يبحث عشرات ومئات المرات دون التعرف على هويته، اللهم إلا تعلق الأمر بخدمة طبية يتم بيعها مثل الحجز لدى طبيب أو عيادة أو مستشفى، أو شراء مواد طبية عبر الإنترنت مثل الأدوية والفيتامينات والأجهزة التعويضية مثلا.
- يمثل عنصر جذب، فالمتصفح ليس بالضرورة أن يكون ملتزمًا بالتصفح في المواقع الصحية، بل يمكنه التنزه عبر الإنترنت في المواقع الفنية أو الرياضية.
- الهاجس النفسي الكبير وخصوصًا تجاه الأمراض النفسية أو ما يعرف mental health، وقد كشفت الدراسة أن نسبة كبيرة من الباحثين عن الصحة ) health seeker26%) يبحثون عن معلومات وبيانات ومواد تتعلق بالأمراض النفسية مثل الإحباط والقلق.
عن أي شيء يبحثون؟
- معلومات عن الأمراض التي يعالجون منها فيما يتعلق بتطورات المرض والعواقب الناجمة عن طرق العلاج التي يتلقاها، وتبلغ نسبة الباحثين عن هذه المعلومات 91% من العينة.
- معلومات في الصحة النفسية، ولا يقتصر البحث على من يعانون من مشكلات صحية 30% بل وحتى الذين يتمتعون بالصحة الجيدة أو الممتازة 19% يبحثون كذلك عن معلومات في الصحة النفسية.
- يبحثون عن معلومات وموضوعات تتعلق باللياقة البدنية والتغذية (13%).
- معلومات وأخبار وموضوعات تتعلق بالرعاية الصحية (11%).
- يطلبون بيانات عن أماكن للتداوي والعلاج، مثل: أسماء أطباء، ومستشفيات، وعيادات (9%).
- شراء مواد ومستحضرات طبية (10%).
هذا بالإضافة إلى أمور أخرى من بينها:
- التعرف على دورة حياة بعض الأمراض وطرق الوقاية منها.
- تجربة أدوية جديدة.
- شراء الفيتامينات.
- الحصول على قوائم الأغذية قليلة الدسم.
- مراجعة التقارير الطبية مع العيادات والمستشفيات.
- البحث عن خيارات أخرى تساعدهم في اتخاذ القرار.
وتكشف الدراسة أن بعض المتصفحين قد يدخل إلى أربعة مواقع صحية أو أكثر في أثناء تصفحه للإنترنت، كما تبين أن 59% من الباحثين عن الصحة Health Seekers يتصفحون المواقع الصحية مرة كل شهر ( 63% تحت سن الأربعين & 54 % فوق الأربعين سنة). أيها الإنترنت ماذا فعلت بالأمريكان؟! لقد كشفت الدراسة عن بعد هام وخطير تمثل في تحكم المعلومات والبيانات التي يحصل عليها الباحث عن الصحة عبر المواقع الصحية في قرار المواطن الأمريكي فيما يتعلق بالصحة، وهذا ليس بمستغرب، فإنه في اليوم الواحد يتصفح 5.5 ملايين مواطن أمريكي مواقع صحية، من بينهم 59% من النساء، وكلما زادت المعرفة بالإنترنت زاد عدد زيارات المواقع الصحية، وزادت نسبة الاحتفاظ بهذه المواقع، وبالتالي تأثر قرار المتصفح بالكم الهائل من البيانات والمعلومات. فعلى سبيل المثال، فإن 70% تأثرت قراراتهم العلاجية بما حصلوا عليه من معلومات عبر الإنترنت، كما أن 50% حين عادوا للطبيب العادي المعالج قاموا بتوجيه أسئلة جديدة للطبيب، وناقشوه في التشخيص، وطرق العلاج، و28% تأثرت قراراتهم بالذهاب إلى الطبيب العادي أو عدم الذهاب بعد اطلاعهم على معلومات عن الحالة التي يعانون منها عبر الإنترنت، واتفق الجميع على المعلومات قد حسنت طريقة اهتمامهم بالرعاية الصحية.. الإنترنت والمصداقية 1- مصداقية المعلومات أحيانا كثيرة يذهب أحدنا إلى طبيب فلا تعجبه طريقته في الفحص أو ينتابه شعور بأن هذا الطبيب ليس كفئا، وأن عليه البحث عن طبيب آخر، وأحيانا قد لا تأتي وصفة الطبيب بنتائج إيجابية فيضطر أحدنا إلى البحث عن آخر، ولكننا نظل نتعامل مع أطباء معترف بهم، منحتهم الكليات والجامعات شهادات عليا ورخصة للممارسة المهنة. ولا مانع من الاعتراف بأن الجميع ليسوا على قدم المساواة، ولكن في الإنترنت، وخصوصا المواقع التي تقدم الخدمات الصحية من ذا الذي منح هذا الموقع أو ذاك رخصة مزاولة المهنة؟!، وإذا أخطأ من يستطيع معاقبته على خطئه؟!. على سبيل المثال - وكما ذكرت الدراسة نفسها - في أكتوبر 2000 رفع 600 مواطن أمريكي قضية ضد إحدى الشركات التي تبيع منتجات طبية وصحية عبر الإنترنت، وكانت قد باعت لهم وسائل للكشف عن الإيدز، لم يتم اعتمادها من الإدارة الاتحادية للعقاقير The Federal Drug Association، المعروفة اختصارا FDA ، وهذا ما يعني أنها غير صالحة للاستعمال. ورغم ما كشفته الدراسة عن النهم الشديد تجاه المعلومات الصحية المتاحة عبر الإنترنت، فإن هاجس المصداقية ما زال في مخيلة الكثيرين، فهناك قرابة 82% من متصفحي الإنترنت عموما يخشون من الحصول على معلومات غير دقيقة. وقد قامت الجمعية الطبية الأمريكية American Medical Association بحملة توعية لحث الباحثين عن الصحة عبر الإنترنت للتحقق من المعلومات التي يحصلون عليها، ومن خلال هذه الحملات فقد ارتفع الوعي تجاه هذه الصفحات والمواقع وما تقدمه؛ فقد كشفت الدراسة أن 58% من الباحثين عن الصحة يتحققون من الشركات أو المؤسسات أو المنظمات التي تقف وراء هذه المواقع من أجل التحقق من دقة المعلومات، على أنه لوحظ أن أصحاب المؤهلات الجامعية أكثر حرصًا على ذلك 61% من أولئك الذين حصلوا على الثانوية فقط 46%. ورغم المخاوف التي أبداها المتصفحون والباحثون عن الصحة عبر الإنترنت فإن الحقيقة الثابتة هي أن 52% يعتقدون أن كافة المعلومات الموجودة في المواقع الصحية دقيقة، و44% يعتقدون أن بعض المعلومات في المواقع الصحية دقيقة. 2- مصداقية السرية والخصوصية لقد كشفت الدراسة عن تخوف نسبة كبيرة من الأمريكيين 89% يخشون قيام المواقع التي يتبادلون معها البيانات، ويحصلون من خلالها على المعلومات، بالتفريط في أسرارهم، أو أن تبيع أسماءهم وبياناتهم لشركات التأمين الضحى؛ فتتأثر أسعار الخدمات التأمينية بناء على بيانات صحية تتعلق بهم، ولا يقتصر الأمر على الخوف من معرفة شركات التأمين بهذه الأسرار والمعلومات الصحية، بل إن 52% من الأمريكيين الباحثين عن الصحة يخشون من أرباب العمل ومعرفتهم بحقيقة ما يعانيه المتصفح من أمراض قد تؤثر على استمراره في العمل. لكن نسبة 35 % يبدو أنهم من العاطلين أو من غير العاملين (ليسوا في سن العمل) أفادوا بأنهم غير عابئين بالخصوصية، ويبدو أن هؤلاء ممن يتصفحون بحثا عن معلومات لا تتعلق بحالات مرضية محددة ومرتبطة بأشخاصهم. أيها العرب ماذا تنتظرون؟ في عام 2002 سيصل عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي إلى 10 ملايين مستخدم، ولكن رغم الزيادة المتنامية - بالرغم من ضعفها مقارنة بالزيادة العالمية - فإن المواقع الصحية أو الصفحات الصحية العربية تكاد تكون معدودة، كما أن الجامعات والمؤسسات العلمية لم تدل بدلوها بعد في الدراسات المتعلقة بالإنترنت والصحة، يجعل من العسير على المرء توقع حدوث شيء مماثل أو مقارب لما يحدث عند الغرب، ورغم أن كلفة إنشاء موقع صحي معلوماتي غير متفاعل ليست عالية فإن المرء لا يكاد يعثر على مواقع متنوعة في هذا المجال الحيوي والهام. وإذا ما عدنا إلى استخدامات الإنترنت في عالمنا العربي فسوف نجد أنها ما زالت محصورة على الترفيه والمتعة، وبدلا من أن تتوجه الحكومات العربية والمؤسسات العلمية الكبرى إلى الإنترنت كأحد أهم وسائل رفع الوعي الصحي حتى لدى الشرائح المثقفة أو الغنية ذات الدخول المرتفعة، نجد أن الحكومات قد أهملت هذه الميزة الكبيرة والوسيلة الفاعلة.. وراحت تنفق الملايين من الدولارات من أجل منع موقع سياسي معارض من هنا أو هناك. وبعد هذه الدراسة وما نتجت عنه من تأثير هام في مجال الصحة، أتوجه بنداء إلى كل مهتم بالصحة والإنسان وإلى موقع "إسلام أون لاين.نت" بضرورة الإسراع بإنشاء موقع خاص بالصحة يمكنه تلبية احتياجات مستخدمي الإنترنت ومتصفحي صفحاته ومواقعه. | |
|