بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ....
أخى القارئ لاتتعجب من عنوان الموضوع ، ففعلا ليس كل الغناء حرام
ولكن تعال وأقرأ ولا تستعجل ، أسأل الله التوفيق والقبول
سألقى في هذا الموضوع بإذن الله تعالى نظرة موجزة وشاملة عن الغناء في ميزان الكتاب والسنة وسيتناول الموضوع الحديث عن الفقرات الآتية :
1- رسالة إلى مغني
2- ماذا جنينا من وراء الغناء ؟
3- ما هي الأسباب الدافعة لسماع الغناء ؟
4- أدلة تحريم الغناء من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح
5- هل كل الغناء حرام ؟
6- شبهه
7-الختام
رسالة إلى مغني
أخي المغني : هداك الله ...
يا من غُرر بك ، يا من تقع في فتنة الشهرة وفتنة المال ، وتفتح لك كل الأبواب المغلقة.
يا من أغروك بأنك نجم وبأنك صاحب رسالة أو ما تعرف أخي المغني – هداك الله – أن الله خلق النجوم ليهتدوا بها الناس في ظلمات البر والبحر.
فقال سبحانه : (( وبالنجم هم يهتدون ))
فكم إنسانا هديت أيها النجم ولأي هدى تدعوا ، وأغانيك كلها في الحب والغرام والعشق والهيام ومن حواليك عشرات من عراة النساء يرقصن فيحركن الغرائز.
أخي المغني هداك الله ....
يا صاحب الصوت الجميل
قل لي : من الذي وهبك هذا الصوت الجميل ؟ أليس الله سبحانه فكيف تحارب الله بنعمته عليك ، وهل الغناء هو الطريقة الصحيحة التي تشكر بها الله على نعمه.
أخي المغني هداك الله ...
أو ما تعرف أن سيئاتك تكتب عليك حتى بعد موتك فكلما سمع الناس غناءك أو تغنوا به يضاف عليك آلاف السيئات حتى بعد موتك. ألا تعرف أن الله عز وجل قال : [ ونكتب ما قدموا وآثارهم ].
والنبي [ صلى الله عليه وسلم ] يقول : " من سن سنة سيئة في الإسلام فعليه وزرها ووزر من عمل بها " .
أخي المغني هداك الله ....
ألا تعرف أن هذا الغناء حرام وأن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه
الغناء
هذا الوباء الذى شاع وذاع بين شبابنا وبناتنا ، وغزانا فى كل مكان ، وما عدنا نستطيع أن نحجبه عن آذاننا ، أو نحجب أذاننا عنه فهو يطاردنا فى بيوتنا من خلال ( مذياع ومسجلة ) الجيران ، فهو يطاردنا في المواصلات ويطاردنا في الاسواق وفي الشوارع لا سيما في الافراح التي تقام في الشوارع وتستمر إلي الفجر تبث في آذاننا رغم أنوفنا من سمومها .
نعم لقد أصبح لصوت الشيطان في بلاد المسلمين مكان ومكانة :
1. أرأيتم كيف اشتراه الشباب بأغلى الأثمان.
2. أرأيتم كيف يطلقون على المغنيين والمغنيات ألقاب ( نجوم وكواكب )
3. أرأيتم كيف أصبحت أصواتهم وصورهم ملك الاسماع والأبصار يعرفها الشباب من أول وهلة بل ومن أول نظرة.
4. أرأيتم كيف يطلون علينا بوجوههم الكالحة في الجرائد والإعلانات والمرئيات.
5. أرئيتم كيف صار هؤلاء (مع الأسف) لشبابنا وبناتنا قدوة ، فما أن يخرج أحدهم أو تخرج إحداهن (بتقليعة) حتى تجد مئات الألوف من الشباب يقلدونها وكأنها (وحي من السماء).
6. أرأيتم إلى الشباب وهم يضعون صور هؤلاء على ثيابهم وفي غرف نومهم ولا ينامون إلا على أصواتهم ! إنا لله وإنا إليه راجعون.
وماذا جنينا من وراء الغناء؟
إن عندنا جيش ضخم من المطربين والمطربات والراقصين والراقصات ولكل فد من هذا الجيش الضخم ألوفا من المعجبين والمعجبات إنه مكر الليل والنهار بالأخة لإخراج جيل تافه يجفظ الأغانى ولا يعرف شيئا عن القرآن ، ويعرف كل كبير وصغير من المغنى ويجهل فى كل شئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتتبع سيرة اتلمطربين ويجهل جتى أسماء الصحابة ، جيل إذا سمع طلقة فى المعركة ( يبول ) على نفسه خوف ويفر فرار الأرانب فزعا.
ولكن ماهى الأسباب الدافعة لسماع الغناء؟
أولا : ضعف الإيمان :
إن المؤمن بحق يعرف أن الغناء حرام وأنه ينبت النفاق فى القلب كما ينبت الماء البقل.
وإن المؤمن لا يسعى فى إرضاء الشيطان وإسخاط الرحمن.
وإن اللإيمان هو الصخرة القوية التى تتحطم عليه الموبقات والمحرمات وهو كذلك صمام الأمان من كل شر.
وإن المؤمن يجد أنسه وراحته فى سماع الكلم الطيب البعيد عن كلام الخنا والفحشاء وعن ضجيج آلات اللهو والطرب.
فلذته فى سماع القرآن ، وراحته وأنسه فى الوقوف بين يدي الرحمن.
وهل طابت الدنيا إلا بذكره
وهل طابت الآخرة إلا بعقوه
وهل طابت الجنة إلا برؤيته
أما ضعيف الإيمان فإنه يغرق فى الحرام ويتلطخ فى الموبقات ويقبل على إشباع شهواته ولو من الحرام.
فللهم قو إيمان شبابنا واهدهم وزدهم هدى.
ثانيا : الإعلام :
1. إن الإعلام هو الذى صور هؤلاء فى صورة الأبطال ، وهو الذى جعلها صفوة المجتمع وأدخلهم إلى بيوت المسلمين من خلال الإذاعات والمرئيات .
2. وهم الذين منحوهم ألقب ( نجوم وكواكب ...).
3. وهم الذين يقيمون لهم الحفلات ، وهم الذين وضعوا لهم فى كل مناسبة أغانى ، فهناك أغانى ( حزينة ) وأغانى ( للأفراح ) وأغانى ( للنجاح ) وأغنى ( حماسية وطنية ) وأغانى للحب والهجر والغدر.....
4. والإعلام هو الذى قام بتكريم هؤلاء وبتبجيل هؤلاء وبتقديم الجوائز ( التقديرية والتشجيعية ) لهؤلاء.
5. والإعلام هو الذى سمى هؤلاء بعد موتهم ( شهداء الفن ) وعند موت البعض منهم وضهوهم فى ( علم الجمهورية) لأنه من الأبطال.
بل وأقاموا لبعضهم تماثيل فى الميادين ، ومتاحف وكتبوا عنهم كتب وراحوا يعرضون قصصهم من خلال البرامج أو الأفلام والمسلسلات .
كل هذا البلاء هو الذي شجع الشباب على سماع الأغاني بل والإقتداء بالمغنين بل وتمنى أن يظفر أحدهم بتوقيع مغنى له فى مذكراته أوبأخذ صورة مع مطربة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ثالثا : ومن أسباب سماع الغناء : ( الفتاوى ذوات البلاوي ).
إن بعض من يتصدرون المجالس من المتأخرين أصحاب الفتاوى ذوات البلاوى الذين يجرجون فى ( الفضائحيات ) من أهم أسباب شيوع الغناء.
هؤلاء الأدعياء الذين يميعون القضايا ويبحثون فى زوايا اكتب عن أى قول موضوع أوضعيف ليبرروا به بعض الحرام الذى يغرق فيه الناس زعما منهم أن ذلك فى مصلحة الدعوة ومن أجل استمالة الناس إلى الإسلام .
ومن أجل التيسير على الناس وإثبات أن الدين سمح وأنه يتماشى مع روح العصر، حتى قال بعضهم إنى إعشق سماع ( العندليب )
فيقول بعضهم : الغناء حلال.. لأن الصحابة كانوا يغنون فى حفر الخندق ، ولأن النبي أذن لجاريتين بالغناء فى يوم العيد فى بيته ، فلما أنكر الصديق وقال : أمزمور الشيطان فى بيت رسول الله ؟ أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : ( دعهن فإنا في يوم عيد حتى يعلم الناس أن فى ديننا فسحة ) .
وبعضهم حين يُسأل عن الغناء يقول : حسنه حسن وقبيحه قبيح . سبحان الله العظيم .
نقول لهؤلاء : وأين غناء الصحابة فى حفر الخندق ، أو غناء الجاريتين بأناشيد يوم بعاث ( وبعاث معركة ) من كشف البطون والافخاذ والإنحطاط الذي يعرض على المسلمين من خلال هذه الأغانى .
وكيف تقيس – أيها الداعية – هذا الباطل على هذا الحق ونحن عندما نسألك عن الغناء نقصد بسؤالنا هذا الغناء الذى يعرض فى وسائل الإعلام فلماذا لا تقطع فى إجابتك بدلا من هذه الفتاوى التى تميع القضايا فتقول : ( حسنه حسن وقبيحه قبيح ).
قال بن الجوزى : العالم الطبيب يصف الدواء ويسأل عن سن المريض وموطنه . ونحن نسأل عن الغناء الذى يعرض علينا فى القرن الواحد بعد العشرين .
بل مع الأسف : هناك حمَلة شهادات شرعية يخرجون على الناس بكلام عجيب ، قال أحدهم وكان من المشاهير لما سُأل عن الغناء قال : أنا أحب أن أسمع ( فيروز ) وقال آخر وأنا أعشق ( صوت أم كلثوم ) فاللهم فارحم.
رابعا : ومن أسباب سماع الغناء أصدقاء السوء.
إن الصاحب سساحب ، والمرء على دين خليله ، والصحبة ولا شك لها تأثير وإن أصدقاء السوء هم الذين يجذبون أصحابهم إلى سماع الغناء بل والوقوع فى كل باطل. فيقول أحدهم لصاحبه : هل سمعت شريط فلان ؟ فإن قال : لا ، قال لا عليك خذه منى واسمع واستمتع.
ويتناقلون بينهم أشرطة الأغانى ويحفظونها ، بل وربما اشتركوا فى شرائها ، فاللهم اهد شبابنا.
ولكن ماهى أدلة تحريم الغناء؟
إن الغناء الذى يحيط بنا اليوم من خلال المرئيات والإذاعات حرم بالقرآن وبالسنة وبإجماع الصحابة والأئمة الأربعة وجماهير العلماء وإليك أدلة ذلك بالتفصيل.
أولا : أدلة تحريم الغناء من القرآن :
1. قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم " لقمان 6-7
.
أ- قال الإمام مجاهد رحمه الله : لهو الحديث الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل.
ب- وقال عبد الله بن مسعود عن له و الحديث فى الآية : والله الذى لا إله إلا هو ، والله الذى لا إله إلا هو ، والله الذى لا إله إلا هو إنه الغناء.
ت- وقال الحسن رحمه الله : لهو الحديث هو المعازف والغناء.
وكذلك قال فى الآية : عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ، وعكرمة ومكحول رحمهما الله تعالى.
سبحان الله : إنهم يشترون ( لهو الحديث ).
نعم والله إنهم يدفعون الكثيرمن أجل سماع الغناء من أجل لهو الحديث ، فكم يدفعون فى شراء الأشرطة الأغانى ، وكم يدفعون من أجل مشاهدة حفل غنائى ، وكم يدفعون من أجل إستجلاب من يغنى فى أفراحهم وإن هؤلاء مع الأسف إذا تلوت عليهم آيات القرآن لا يجلسون لسماعها أكثر من خمس دقائق وتراهم فى واد والقرآن فى واد آخر يسمعونه بلا تدبر ولا خشوع فى حين ترى أحدهم ربما بكى عند سماع أغنية ولا حول ولا قوة إلا بالله
2.قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " الإسراء : 64
قال بن عباس رضى الله عنهما : صوت الشيطان هو الغناء.
3. قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون " النجم 59-61
قال بن عباس رضى الله عنهما : السمود هو الغناء بلغة ( حمير ).
وقال عكرمة رحمه الله تعالى : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ليصدوا الناس عن القرآن بالغناء.
وهذه أدلة تحريم الغناء من السنة الشريفة
1. أخرج البخاري فى صحيحه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ( الفروج ) و الحرير و الخمر و المعازف ، و لينزلن
أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم لحاجة ، فيقولون : ارجع
إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، و يضع العلم ، و يمسخ آخرين قردة و خنازير إلى يوم
القيامة "
إن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وضع المعازف مع الأشياء المقطوع بحرمتها فإنه وضعه مع (الزنا والخمر والحرير) .
2. روى أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه أن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله علية وسلم) قال : ((إن الله تبارك وتعالى حرم على أمتي الخمر والميسر والكوبة (طبل صغير ) والغيراء (آلة طرب أو شراب مسكر) وكل مسكر حرام )).
3. أورد القرطبي في ( الجامع لأحكام القرآن ) من رواية مكحول عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلوا عليه ). وذلك من باب ترك أهل الفضل والعلم الصلاة على فسقة المسلمين زجرا لغيرهم كما ترك النبي الصلاة على المنتحر زجرا لغيره وقال للصحابة صلوا عليه.
4. اورد بن القيم في (إغاثة اللهفان) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير )) قالوا : يا رسول الله أليسوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال : (( بلا ويصومون ويصلون ويحجون )) قيل : فما بالهم ؟ قال : (( اتخذوا المعازفوالدفوفوالقينات (المطربات) فباتوا على شربهم ولهوهم ، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير )).
5. روى الترمذى في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( إذا اتخذ الفيء دولا ( أي : صار مال الأمة دولة بين فريق من الناس ) والأمانة مغنما (يعني : إذا ضيعت الأمانة ) والزكاة مغرما ، وتُعلم العلم لغير الله ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه ، وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ( وهناك من يسب الصحابة الآن) فاليرتقبوا ريحاً حمراء وزلزلة ومسخا وخسفا وفذفا )). اللهم سلم
وهذه أقوال السلف في تحريم الغناء
1. عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : ما تغنيت قط.
فتبرأ من الغناء وافتخر بتركه.
2. عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : الغناء يُنبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء البقل.
3. مالك بن أنس الإمام رحمه الله تعالى سأله تلميذه محمد بن القاسم عن الغناء فأجابه قائلا : ألم يقل الله تعالى : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) والغناء أفحق هو ؟!
4. وسُئل عمن يرخص في الغناء ، فقال : إنما يفعله الفساق.
5. وسُئل عن رجل اشترى جارية وتبين له أنها مغنية قال : من حقه أن يردها لبائعها بالعيب الذي ظهر فيها.
6. وسُئل محمد بن القاسم رحمه الله عن الغناء فقال للسائل : إذا كان يوم القيامة فأتى الحق والباطل فأين يكون الغناء ؟ مع الحق أم مع الباطل؟ قال : مع الباطل ، قال : لقد أفتيت نفسك.
7. وسُئل الفضيل بن عياض عن الغناء ، فقال : الغناء رقية الزنا.
8. الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى قال عن الغناء : إن الغناء معصية توجب فسق صاحبها ورد شهادته.
9. القاضي أبو يوسف (أكبر تلاميذ الإمام أبو حنيفة ) قال : للحاكم أن يحبس أو يطرد أو ينفي من لا ينتهي عن فاحشة الغناء.
10. الإمام الشافعي قال : خلفت شيئا في العراق يسمونه التغبير (نوع من أدوات اللهو) يفعله الزنادقة ، والغناء لهو مكروه ومن استكثر فهو سفيه ترد شهادته.
11. وسُئل الشافعي عن رجل له جارية يجمع أصحابه لتغني لهم ، قال : هذه دياثة ، وقد قال رسولنا (صلى الله عليه وسلم) : (( لايدخل الجنة ديوث ))
12. وسُئل أحمد بن حنبل عن الغناء فقال : الغناء ينبث النفاق في القلب ويفعله عندنا الفساق.
فهذا رأي سلفنا الصالح وعلى رأسهم الصحابة ثم الأئمة الأربعة ، وأنا لا أدري على أي شيء استند من يرخص في هذا الغناء الذى يعرض على المسلمين الآن ، وإلى أى مذهب ينتمى.
هذا هو ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم بإحسان ولكن مع الأسف (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً )
اقرأ معي أخي الكريم هذه الكلمات التي قالها أمير المؤمنين [يزيد بن الوليد] في خطبته قال : يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص في الحياة ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر ، وهو بريد الزنا.
ولعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا.
والسؤال هل كل الغناء حرام ؟
أليس فيه حلال أبداً ؟
الجواب : بل هناك غناء مباح حلال وذلك بشروط.
أولاً : من الذي سيغني ؟
امرأة مع نساء ، أو امرأة لزوجها أو محارمها ، أو رجل بين رجال أو مع محارمه من النساء ، أو طفل صغير أو جارية صغيرة لرجال أو نساء فلا بأس. ولكن لا يجوز لامرأة أن تغني أمام رجل أجنبي بدليل :
أنه لا يجوز لها أن تؤذن.
ولا يجوز لها أن تصلي بالرجال إماماً حتى ولو كان بينهم جدار.
بل لو أخطأ الإمام في صلاة الجماعة وغفل الرجال عن تذكيره بالتسبيح فإن المرأة تذكر الإمام [ بالتصفيق لا بالتسبيح ] فيا سبحان الله : قلتم لا يجوز للمرأة أن تؤذن فكيف أبحتم لها أن تغني للرجال الأجانب. فاللهم ارحم.
وهل معنى ذلك أن صوت المرأة عورة ؟
الجواب : لا
نحن لا نقول إن صوت المرأة عورة ، بل يجوز للمرأة أن تتكلم مع الرجال الأجانب عند الضرورة بشرطين :
نوعية الكلام [ وقلن قولا معروفا ]
طريقة الكلام : [ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ]
ثانيا : نوعية الكلام
1. فلو كانت الكلمات طيبة فلا بأس إن شاء الله.
2. ألا تكون كلمات شركية ، ولا كلمات فيها سخط على الله سبحانه وقدره كقول القائل : ( قدر أحمق الخطى ).
3. ولا تكن كلمات تثير الشكوك في المعتقدات كقول القائل : ( جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري ...
4. ولا تكن كلمات تثير الغرائز أو تحرض على النظرات الآثمة أو العلاقات الفاجرة.
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : أهديت امرأة من الأنصار فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : [ يا عائشة أما كان معكم من لهو فإن الأنصار يحبون اللهو ] قالت : مثل ماذا يا رسول الله ؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : [ أفلا قلتم :
أتيناكم أتيناكم ******* فحيونا نحييكم
ولولا الذهب الأحمر ******* ما حلت بواديكم
ولولا الحبة السمراء******* لم تسمن عذاريكم ] رواه البخاري.
روى بن ماجه : قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف. وفيه ضعف
روى الخمسة : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح.
الشرط الثالث : ألا يصاحب هذا الغناء " بشرطيه السابقين " من أدوات المعازف إلا الدف وللنساء فقط في يوم عيد أو عرس وبمقدار ذلك ....
[ شبهه ]
ولكن ماذا تقول فيمن يتعلق بقول الإمام بن حزم في شأن ترخيصه في سماع المعازف ؟
1. قال الألباني رحمه الله تعالى : إن بن حزم مع علمه وفضله وعقله رحمه الله تعالي فهو ليس طويل الباع في الإطلاع على الأحاديث وطرقها ورواتها.
2. وقال العلامه محمد بن عبد الهادي في مختصر طبقات العلماء ص 401 : وبن حزم كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه وعلى أحوال الرواة
3. وقال غير واحد من أهل العلم : إن بن حزم تأثر بالبيئة التي نشأ فيها فقد ولد بالأندلس ، ومن الحزم ألا تأخذ برأي بن حزم في المعازف
4. ومع ذلك فابن حزم أباح المعازف في غناء نساء لنساء أو لزوج أو محارم بكلمات طيبة بعيدة عن الحرام.
ووالله ثم والله لو سمع غناء اليوم لأنكره أشد الإنكار وهذا هو الظن بهذا الإمام الجليل.
5. ثم اعلم أخي الكريم أن كلا يؤخذ من قوله ويرد ، وأن خير الهدي هدي محمد [ صلى الله عليه وسلم ].
وهذا بن عباس رضي الله عنهما اختلف بعضهم عنده في شأن التمتع بالعمرة إلى الحج فقال بعضهم : إن أبا بكر كان لا يرى التمتع بالعمرة إلى الحج ، وقال بعضهم : وإن عمر كان لا يرى التمتع بالعمرة إلى الحج ، فقال بن عباس : توشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وتقولون قال أبوبكر وعمر
وختاماً
فيا شباب الإسلام ويا حملة الأمانة ويا حماة الدين وحراس العقيدة ، إن أمتنا بحاجة إلى رجال وأبطال وإلى نساء طاهرات ليقودوا ركبها ويحققوا مجدها ويحرزوا نصرها.
فنريد شبابا يملكون قلوبا طاهرة عامرة بالإيمان ، ويملكون ألسنة رطبة بتلاوة القرآن.
نريد شبابا يقتفون أثر النبي [ صلى الله عليه وسلم] وذلك حتى يعود إلى الأمة مجدها الضائع، فإن حال الأمة والله مؤسف وصدق من قال : كنا أسودا ملوك الأرض ترهبنا واليوم أصبح فأر الدار نخشاه
فاللهم اهد شبابنا وبناتنا واجعلهم قرة أعين لأمتهم وربهم كما ربيت الصحابة وكما ربيت أبناء الصحابة إنك ولي ذلك والقادر عليه.
__________________